السمنة أو السم المدسوس في مستقبل الصحراويات

شاع في المتخيل الشعبي لكل ساكنة المغرب أن الصحراويات صنوات السمنة و أنه لا يمكن الحديث عن صحراوية دون أن يتلوه حديث عن السمنة المفرطة،ولعلنا كصحراويين لأدرى بواقعنا وبأحوال نساء الصحراء،النحافة عدو الصحراوية وهي مؤشر خطير على أنها ستعيش مرفوضة من الخطاب و من المعجبين،لهذا شاعت السمنة وشاعت الأدوية المساعدة عليها وشاعت بذلك أمراض كثيرة تجاور فيها النفسي بالعضوي فوفق بعض الإحصاءات الميدانية، تبلغ نسبة السمنة لدى النساء مثلا في مدينة السمارة أكثر من 58 في المائة، و49 في المائة من نساء مدينة العيون.

·        الحكاية يؤسس لها مجتمع يرى كل ماهو سمين جميل
تبدأ الحكاية باستشارة بسيطة تتلوها قائمة من المقترحات التسمينية لو جاز التعبير،حبوب لا تتوفر في الصيدليات ولا يقترحها استشاري غذاء و لا اختصاصي استشفاء، حبوب و مشروبات رخيصة الثمن تفتح الشهية للأكل و تجلب النوم  العميق في بداية الأمر.
تم يبدأ التغيير و تبدأ بهجة الإحساس بتغيرات الجد و بنظرات الإطراء من الأخوات و الجارات و سارقي النظرات.

·        وزن إضافي...زهو بالجسد...وتناسق المظهر بالملحفة
أناقة الصحراويات لا تغيب عنها الملحفة، و المرأة الصحراوية تتصارع مع الموضة،كل يوم يظهر جيل جديد من الملاحف ، و لكي يظهرن في كامل أناقتهن وسحرهن لابد من جسد مطواع للملحفة، لذلك فبداية طريق السمنة هي الرغبة في ظهورهن متميزات بملاحفهن، جلسات الشاي و المناسبات و اللقاءات الأسرية تذ كي حماسة كل أنثى صحراوية نحيفة وتدفعها بقة إلى البحث عن اقرب طريق إلى السمنة.

·        التبلاح البرنامج التقليدي لفيلم السمنة قديما
برنامج يومي يتطلب من الفتاة الخضوع لفترة راحة وعدم التعرض للشمس، وتناول الوجبات الدسمة مثل لحم الإبل المشوي والكسكس المجفف وبعض الوجبات المحلية كـ«العيش» و«النشى»، إضافة إلى شرب أكثر من 12 لترا من حليب الإبل أو البقر يوميا.
ونظرا لصرامة المشرفة على هذا البرنامج، فإنها تعمد إلى استعمال جميع الوسائل من ترغيب وتهديد وعنف بسيط له منافع كثيرة على جسد الفتاة، لجعلها تأكل وتشرب ما يقدم إليها، حيث يتم ضربها بعيدان رقيقة في مناطق معينة كالساقين والساعدين والردفين، وذلك بغية انفصال الجلد عن العظام وتوسيع الفراغ بينهما، فالسمنة ليست هي الغاية بذاتها، بل الغاية من ذلك بروز أعضاء الجسم، كما تعمد المشرفة بين فترة وأخرى لإعداد شراب من الأعشاب يساعد على تنظيف الأمعاء. هكذا كان يتم برنامج إعداد الفتيات سابقا، وهو برنامج يمتد 40 يوما أو شهرين على أبعد تقدير، وتكتسب الفتاة من خلاله الوزن الذي ترغب به.

·        عصابات تبيع المرض بكل الطرق
شبكة يمكن وصفها بالمافيا، تسخر كل الطرق الخبيثة لبيع المرض مستغلة هوس السمنة يختلط نشاطها بأنشطة أخرى تتستر على عمليات البيع الضخمة لحبوب السمنة التي تشكل خطرا صحيا بالغا،فمعظمها وصفات لأمراض أخرى عصبية ونفسية و غذائية في أحسن الأحوال،ب تأتي عن طريق التهريب ومنتشرة في كل مكان وتباع في الخفاء وأماكنها معروفة لدي الجميع فأين الرقابة وأين مكافحة التهريب؟
شبكة وهم السمنة تسخر محلات لبيع مواد التجميل و الألبسة الصحراوية، تسخر نساء ينتشرن كالفطر بين الأسر يروجن بطرقهن الخاصة لبيع حبوب السمنة و نشر ثقافتها وسط الشابات الكثير منهن متعلمات.

·        بداية المعاناة
  بعد كتل الشحم تبدأ مضاعفات صحية خطيرة، لحصرها كميات كبيرة من ملح الصوديوم والماء داخل أنسجة الجسم، ما أدى لانتفاخ مناطق معينة وتوزيع غير متوازن للشحوم، وانتفاخ الوجه، وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، والإصابة بالسكري والفشل الكلوي، وضعف المناعة، وقرحة المعدة، والاضطرابات النفسية.
تناول هذه الحبوب التي تزيد من إفرازات تنشط المعدة وتزيد في الرغبة في الأكل وفتح الشهية وهذه غير محبذه لأنها تؤثر علي صحة الإنسان مستقبلا ..فبعض من هذه المستحضرات تنقسم إلي نوعين النوع الاول يزيد شهية الجسم للأكل أما النوع الثاني يزيد نسبة إفراز الأنزيمات من البنكرياس التي تساعد علي الهضم.. فهذه كلها لها الآثار الضارة تؤدي إلي توقف إفراز الغدد وتؤدي الي خلل في وظيفتها.. فمن آثارها الضارة السمنة الذائدة وزيادة نسبة الدهون والكلسترول في الجسم والي ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في المعدة والي اضطراب في الهرمونات قد تؤدي إلي الإصابة بالسرطان.
بعض الحبوب التي صنعت خصيصا لعلاج أمراض معينة مثل حقن ارتفاع السكري في الدم التي تخفض مستوي السكري في الدم فاستعمالها لغير مرضي السكري بغرض زيادة الوزن فيها خطورة كبيرة علي حياة الشخص....هذه الحبوب سوا كانت حبوب النجمة او حبوب الفواكه او البايركتين التي تتعاطاها الفتيات فيها نسبة كبيرة من فتامين (أ) وزيادة هذا الفيتامين في الجسم عن المعدل الطبيعي يؤدي الي مشاكل قد تؤدي إلى نتائج خطيرة تهدد حياة الإنسان وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان....وهذه الزيادة عبارة عن ماء في الجسم وليس دهون طبيعية أثرها يظهر مستقبلا.أما البديل الصحي لزيادة الوزن بطريقة صحية فتوجد فتامينات لفتح الشهية وزيادة الوزن بشكل آمن وصحي مثل(فورسيفال) الموجود في الصيدليات .

·        الأمل في شابات متعلمات يقلبن المعادلة
طاقة الشباب لا حدود لها و يبقى الأمل في الشابات الصحراويات المتعلمات اللواتي سيرفعن راية التحدي لبناء مجتمع صحراوي سليم صحيا،مادامت المرأة معززة مكرمة بين أهلها حري بها أن تساهم في بناء مجتمع محلي سليم و تناط بها ادوار أخرى أمام تحديات اقتصادية واجتماعية و سياسية تحيط بالمنطقة.